نصبت وزارة الصحة، مؤخرا، لجنة كلف أعضاؤها بإعداد تنظيم جديد للصيدلية المركزية، حيث تقرر عقد لقاءات دورية طيلة أيام الأسبوع، للتعجيل في ضبط قائمة بالمصالح التي سيتم استحداثها لعصرنة هذه الهيئة، بعد أن أصبحت اليوم عاجزة عن تسيير ميزانيتها الجديدة التي تتجاوز 40 مليار دينار.
قالت مصادر مسؤولة لـ''الخبر'' بأن وزير الصحة، جمال ولد عباس، أمر مصالحه، رسميا، بالشروع في مراجعة التنظيم الداخلي للصيدلية المركزية، تبعا لتقرير فرق المراقبة والتحقيق التي وقفت، مؤخرا، على طريقة تسيير هذه الهيئة وكيفية تعاملها مع مختلف المؤسسات الصحية والاستشفائية عبر الوطن.
وكشف التقرير، حسب ما علمت ''الخبر''، عن وجود عجز كبير على مستوى التسيير، بسبب نقص فادح في الإمكانيات التقنية والبشرية، مقارنة بالأموال الضخمة الموجهة للصيدلية المركزية، وهو ما كان وراء تأخر توزيع كميات مختلف المنتجات الطبية والصيدلانية، التي تم استيرادها للقضاء على ندرة الدواء.
فالهيئة التي كانت تسيّر حوالي 3 ملايير دينار من الدواء، لا تستطيع، حسب مختلف متعاملي وشركاء القطاع، تسيير 40 مليار دينار اليوم بنفس التنظيم والتركيبة البشرية. في وقت تعززت بصلاحيات جديدة لضبط سوق الدواء، تحصلت، بموجبها، على حق حصري في مجال استيراد وتسويق مختلف المنتوجات الصيدلانية، وتم بالمقابل منحها مهمة إنجاز تبعات الخدمة العمومية المحددة، التي تنص على أن الصيدلية المركزية تكلف بحيازة مخزون استراتيجي من المنتوجات الصيدلانية ومخزون تنظيم النجدة من المنتوجات الصيدلانية.
وهي مهام تتطلب تسخير إمكانيات كبيرة لإنجازها، بعد أن تم رفع ميزانية الصيدلية المركزية من 3 ملايير دينار سنويا إلى 40 مليار دينار سنويا، غير أن محدثينا أكدوا بأن دخول هذه الإجراءات حيز التطبيق، لم يقض على أزمة الدواء، تماما مثلما تضمنته تقارير رفعها مديرو مستشفيات لوزارة الصحة، ينتقدون فيها عدم استجابة هذه الهيئة لاحتياجاتها من الدواء في الآجال المحددة قانونيا، حيث أودع هؤلاء قوائم بالمنتجات المفقودة على مستوى الوصاية، ليتبين، بعد التحقيق، بأن هذه الأدوية متوفرة فعليا على مستوى الصيدلية المركزية، غير أن مصالح هذه الأخيرة تأخرت في توزيعها. ونصّب وزير الصحة لجنة، تضم أطباء وخبراء من مختلف المجالات، لمراجعة طريقة تسيير هذه الهيئة، حيث يعكف هؤلاء على عصرنة مختلف مصالحها، من خلال تزويدها بنظام معلوماتي آلي، يربطها بجميع المؤسسات الصحية والاستشفائية، وستسمح هذه الشبكة الداخلية بمعرفة احتياجات هذه الأخيرة من مختلف أصناف الأدوية، وتلبيتها في آجالها المحددة، دون التسبب في أي تأخير
خيرة لعروسي
El khaber du 22 juillet 2012
Dim 22 Juil - 21:49